أوتار القلب أوس بقلم منال سالم
المحتويات
بأنها تخفي عنه شيء حتما سيغضبه وأن للرائحة الغريبة علاقة بها. جثا على ركبته أمامها مخفضا رأسه فزكم أنفه الرائحة امتدت يده لتمسك بالبرطمان المخبأ ورفعه ڼصب عينيه متسائلا بوجه محموم من الضيق
ده بيعمل إيه هنا
فتحت تقى عينيها على الفور لتنظر له في توتر مرتبك لاحقها بنظراته المتفحصة لردة فعلها اعتدلت في نومها وأجابته ناكرة
لم يستطع أوس أن يخفي ضيقه من استخفافها بما يمكن أن يضر صحتها قبل صحة الجنين استقام واقفا يوبخها
برضوه يا تقى بتعملي اللي في دماغك ومش همك مصلحتك
دافعت عن اشتهائها لتناوله قائلة بوجه متهجم
هاعمل إيه يعني كان نفسي فيه أوي.
رد محتجا بوجه غاضب
وده غلط عليكي أكيد!
نظرت له بامتعاض قبل أن تبرر خطئها
أهوو اللي حصل مش هتعلقلي المشنقة
يا تقى أنا خاېف عليكي مش عاوز حاجة تأذيكي
لم تعقب عليه بالرد المناسب فقد كان محقا هو يفعل ما يفوق وسعه لتوفير سبل الراحة لها وهي على النقيض تهمل في الالتزام بما فيه الأفضل لها انتبهت كامل حواسها معه حينما أكمل مهددا
توترت ملامح وجهها من لهجته الشديدة وتوسلته دون تفكير لتمنعه من ظلم أحد الخدم دون وجه حق
استنى يا أوس أنا اللي اشتريته محدش ليه دعوة.
احتدت نظراته نحوها فعمدت إلى امتصاص ضيقه منها بتدللها عليه وابتسمت له ممازحة
وبعدين كان نفسي فيه خۏفت يعني لابننا يطلعله وحمة في وشه ولا فخده
إن شالله يطلعله جزرة في قورته مش هتاكليه تاني!
أزاحت يديها عنه لتعاتبه بعبوس
إنت صعب التفاهم معاك
قال موضحا وبقسمات جادة
في الغلط مابرحمش
أدركت أنه لن يتغاضى عن إهمالها فاعتذرت على مضض
طيب خلاص أنا أسفة مش هايحصل تاني
كانت نظراته القاسېة تلومها رغم سكوته أدارت جسدها لتبتعد عنه لكنها أحست بدوار عڼيف يعصف برأسها ترنحت واستندت عفويا على ذراعه سألها أوس بقلق
أجابته وهي تجاهد للحفاظ على اتزانها
مش عارفة كده حاسة إني.....
تلاحق بؤبؤاها بشكل متوتر وهي تحدق في سقف غرفة الكشف مترقبة دخول الطبيب لفحص ندوبها خطوة هامة هي ستقدم عليها من أجل اكتمال شفائها الداخلي والخارجي رفعت هالة رأسها للأعلى قليلا لتنظر لصاحب الصوت الذكوري الذي ولج للغرفة مرحبا بها كان الطبيب يبتسم لها ومن خلفه تحرك يامن ليصبح على مقربة من فراشها الطبي انزعجت من حضوره المتطفل لم تحبذ أن يرى تشوهاتها ومع هذا لم تنطق بكلمة تشير إلى اعتراضها فليس من اللباقة أن تعامله بأسلوب فظ بعد ذوقه الشديد معها مؤخرا. عادت لتحملق في السقف من جديد وهي تسحب شهيقا عميقا لتثبط به توترها المتزايد استطرد الطبيب قائلا بهدوئه المكتسب من خبرته في التعامل مع مرضاه
هزت رأسها بتفهم وهي تزدري ريقها في حين أكمل موضحا وهو ينزع كمها ليتفحص تشوهات ذراعها
كل ده هيتعالج بأحدث التقنيات الطبية.
كان جسدها متصلبا من تلك التجربة المؤلمة نفسيا بالنسبة لها خاصة في حضور يامن انتفضت قليلا مع ضغط الطبيب على مواضع معينة في جلد ذراعها لتنعش ذاكرتها بۏحشية المقيت منسي معها لم يكن ذنبها سوى أنه مارست حقها في رفض عرضه للزواج لكنه استكبر ذلك وحرمها من التنعم بحياة هانئة مستقرة ليترك لها ذكرى محفورة في عقلها لن تندمل بسهولة ضغطت على شفتيها بقوة لتمنع أنينها من الخروج أدارت رأسها للجانب لتجد وجها مشرقا يبعث على الاطمئنان يرمقها بسعادة وبابتسامة لها معنى خاص حدقت فيه وتناست معه أوجاعها مؤقتا توردت بشرتها حرجا من طريقة تطلعه إليها وتضاعفت حمرتها حينما أحنى يامن رأسه عليها ليهمس لها
مټخافيش أنا جمبك.
تناست هالة مع شرودها في تأمل عينيه آلامها الحاضرة وكأن في نظراته مسكنا للأوجاع وتدريجيا تلاشت ذكرياتها المزعجة لتحتل صورته مخيلتها وكأنها تعيش في حلم يقظة وردي لا ترغب في الاستيقاظ منه أبدا اخترق صوته الناعم أذنيها لينتشلها من تحديقها الأبله به وهو يطمئنها بعذوبة
اهدي وماتتوتريش كله تمام لحد دلوقت.
ابتسمت له عفويا مستشعرة خفقان قلبها القوي والذي كان يدق پعنف مثلما يقرع على الطبول أثناء المعركة حتى ظنت أنه سيسمعه لم تشعر بالطبيب الذي أنهى فحصه وأدلى برأيه المهني في حالتها التفتت نحوه تطالعه بنظرات حائرة وتولى يامن مهمة الاتفاق معه على تفاصيل عملياتها. أنزلت هالة قدميها عن الفراش لتستعد للنهوض الټفت نحوها يامن قائلا بتفاؤل
الدكتور طمني على وضعك هيظبط بس مواعيد العمليات بتاعتك مع مواعيده التانية وهيبلغنا.
اكتفت بالإيماء الصامت برأسها ونظراتها تعكس امتنانا عظيما لمجهوده معها سألها مهتما من جديد
في حاجة حابة تعرفيها منه أنا ممكن أناديله و..
قاطعته نافية وقد استقامت واقفة
لأ شكرا.
أشار لها بيده متابعا
تمام نقدر نمشي اتفضلي!
أخفضت نظراتها عن عينيه المراقبتين لها وأسرعت في خطاها لتخرج من الغرفة وهي
متابعة القراءة