أوتار القلب أوس بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


شوفتوا منسي البلطجي استقصدني وكان عاوز ي...
قاطعتها وهي تمسح على وجنتها برفق
عرفنا كل حاجة داهية تاخده مطرح ما هو قاعد ولاد الحلال ودوه القسم وهياخد جزاته
بكت قائلة بحړقة
منه لله أنا معملتلوش حاجة عشان يبهدلني كده
ردت مواسية بلطافة
قدر ولطف يا حبيبتي الحمدلله إنها جت على أد كده
كانت هالة متلهفة لحضن والدتها تشتاق إلى ضمتها الحنون لكن لم تمنحها الأخيرة أبسط أمنياتها جلست بازدراء على طرف الفراش تجوب بنظرات ممتعضة ووجه متأفف المكان المحيط بها إلى أن توقفت عيناها أخيرا على ابنتها أغفلت عن نظراتها المتعطشة لها لتعطيها فقط نظرة ساخطة نفخت قائلة بتذمر وهي تشيح بعينيها بعيدا عنها

ماتفرحيش أوي ياختي محدش عارف مستخبيلنا إيه تاني
عاتبتها بطة بنظراتها المحذرة وهي ترد
استبشري خير يامه هالة قدامك أهي بخير وزي الفل
مصمصت شفتيها بحركة مستنكرة ثم استندت بطرف ذقنها على مرفقها لتضيف بتبرم
الله أعلم إن كانت كده ولا هنلاقي بلاوي سودة تانية
نكست هالة رأسها خجلا من تلميحها الغامض والذي يشير بدرجة كبيرة إلى مصائب أخرى قادمة كم تمنت في نفسها لو لامست فيها عطفا أموميا غزيريا يشعرها بأنها تخاف عليها حقا خاب رجاؤها وانطفأت نظراتها مع تجاهلها وجفائها القاسې صاحت والدتها عاليا
فين الضاكتور اللي هنا يجي يقولنا هتفضل هنا ولا هتمشي من المخروبة دي
انعقد حاجبا بطة بغيظ من تنمرها الزائد وردت عليها
مش نطمن عليها يامه الحمدلله وشها بخير ومجرالوش حاجة
أشارت أمها بعينيها الحانقتين إليها قائلة لها
هيبان لما تشيل الشاش ده اللي حطاه في كل حتة
ڼهرتها بلطف وهي تكز على أسنانها
مش وقته يامه
أصابتها رجفة خفية من جملتها المربكة لذا نظرت هالة إلى أختها بعدم فهم متسائلة
هي بتكلم عن إيه
أحست بطة بالمخاۏف التي اعترت أختها فعمدت إلى إلهائها عن التفكير في ذلك راسمة ابتسامة زائفة على محياها وهي تقول لها
متخديش في بالك بكرة تروقي وتبقي كويسة المهم عندنا إنك معانا وربنا نجاكي من شره
هزت هالة رأسها باقتناع وهي تتصنع الابتسام أيضا لتعاود التحديق في وجه والدتها جامد التعبيرات بعينين حزينتين شعرت بطة بما يجيش في صدر أختها من مشاعر مقهورة فهي مثلها اختبرت جفائها في أصعب المواقف وأشرسها وتعرف جيدا معنى أن تكون الأم متحجرة القلب وقاسېة في مشاعرها.
...................................................
انتهى النادل من وضع فنجان القهوة أمام الرجل الوقور بعد أن قدم لمضيفته قهوتها السادة تأكد من إتمام عمله على أكمل وجه واضعا تلك البسمة الروتينية على محياه قبل يحني رأسه قليلا للأسفل ثم استدار مبتعدا عنهما ليشرع الاثنان في استكمال حديثهما الجاد جلست رغد بأريحية على مقعدها مركزة عينيها على وجهه ذو الملامح الخبيثة والتعبيرات الماكرة استطردت قائلة ونظراتها بالكامل مسلطة عليه
بابا قالي إنك تعرف كل حاجة عن عمي مهاب
ابتلع المحامي نصيف ما ارتشفه في جوفه ليسند فنجانه أمامه تنحنح مستهلا جملته بهدوء حذر
الله يرحمه د. مهاب كان غالي عندي أوي
كانت مدركة أنه يتحاذق عليها فجارته في حزنه الزائف قائلة
أكيد
توقفت للحظة عن الحديث لتضيف بنبرة غامضة
بس مش أغلى من شيك على بياض تحط فيه الرقم اللي إنت عاوزه
ضاقت نظرات نصيف متسائلا
تقصدي إيه بالظبط
استقامت رغد في جلستها وبدت أكثر جدية عن ذي قبل لتجيبه بثبات
مصلحتك ومصلحتي!
ثم مدت يدها نحو حقيبة يدها الصغيرة لتخرج منها ورقة صغيرة مطوية ظلت عيناها موجهة نحوه وهي تمرر الورقة بين إصبعيها لتعطيها له تصنعت الابتسام داعية إياه لتناولها
اتفضل
أخذها نصيف لينظر بفضول إلى الشيك الذي بحوزته للحظات معدودة عاد ليرفع رأسه نحوها ثم سألها بتأن
أجابته بوجه جليدي في تعبيراته
اعتبره عربون بيزنس مهم بينا
طوى الورقة بعد أن ألقى نظرة ثانية عليها دون أن يعيد التفكير مرتين في القبول بعرضها المغري بالنسبة له دسها في جيب سترته الداخلي ورسم تلك البسمة السخيفة التي عكست رضاه على ثغره أخرج زفيرا بطيئا من صدره ليسألها بتريث
وإيه المطلوب مني
توحشت نظراتها وهي تجيبه
معلومة أستفيد بيها في حربي ضد ابن عمي
هز رأسه معلقا
أوس الجندي
بالظبط إنت عارف كويس الوضع بقى إيه دلوقتي والمشاكل الكبيرة اللي بدأت بينا
أيوه
ظهرت ابتسامة جانبية لئيمة على شفتيها قبل أن تنطق
وطبعا أي حد هيساعدني في حربي دي أو يساعد بابا هايكون ليه مكافأة كبيرة
داعب نصيف طرف ذقنه بإبهامه وهو يصغي إلى وعودها السخية بالمزيد من المال تنهد قائلا
مافيش مانع عندي طالما كله بحسابه
سألته دون تفكير وقد زاد وهج نظراتها الشيطانية
ها عندك اللي يفيدني
رد بثقة تامة وهو يمسك بفنجان قهوته
أكيد
صمت للحظة ليضيف تشويقا متحمسا إلى حديثه ليتابع بعدها بكلمة مقتضبة
ليان
زوت رغد ما بين حاجبيها متسائلة بعدم فهم وقد استشعرت وجود خطب ما وراء التطرق إلى أمرها
مالها
خلى وجهه من التعبيرات وهو يجيبها
مش بنت عمك!
اتسعت حدقتاها في ذهول مصډوم وانفرجت شفتاها للأسفل عن اندهاش غير مسبوق من رده الذي سيقلب الموازين حتما ويضفي المزيد من الإثارة في صراعها الدؤوب مع خصمها القوي.
............................................................
تناول الحرس الحقائب من الخادمة ليتم رصها بانتظام بداخل صندوق السيارة
 

تم نسخ الرابط