أوتار القلب أوس بقلم منال سالم
المحتويات
فالټفت برأسه للجانب ليجد شادوفة يطالعه بنظراته الشرسة شحب لون وجهه على الفور وهب واقفا بصورة فجائية فاختل توازنه وخر واقعا على ظهره ينظر له في ړعب لم يختلف حال منسي عنه كثيرا انتابه القلق لمجرد رؤيته صمت مشحون بالكثير من الارتباك والتوتر حل على الجميع قطعه شادوفة متهكما بلهجته الساخرة
سمعت ياض المثل اللي بيقول اتلم تنتون على تنتن
أيوه يا ريس.
أشار شادوفة بعينيه نحو كليهما وهو يكمل إهانته اللاذعة
أهوو قدامك واحد نتن والتاني أنتن!
ابتلع فارس ريقه الذي جف كليا في حلقه محاولا لملمة شتات نفسه المرتعدة اعتدل في رقدته وزحف مبتعدا عن أقدامه وهو يبرر بتلعثم عله ينجو من بطشه
ريس شادوفة أنا ....
فرك الأخير يديه الجافتين بتمهل متعمد قبل أن يقاطعه بنبرة ذات مغزى مريب
جحظت عينا فارس بشكل مذعور حتما قد وصل الأمر إلى مسامع أوس الجندي فللأخير أعين منتشرة في كل مكان ولن يصعب عليه أن يعرف خبايا ما يدور بداخل جدران السجون وها قد حدث ما كان يخشاه أن يبادر بالاڼتقام منه عن طريق أحد المجرمين قبل أن ينال هو غرضه تكوم على نفسه أكثر واتخذ من زاوية الحائط الرطب مخبئا له. في حين استجمع منسي جأشه ليقول بصوت شبه مهتز
وكأنه لم ينطق من الأساس تجاهله شادوفة عن قصد ليدير رأسه في اتجاه أتباعه وهو يأمرهم بغلظة
عاوزين نروقهم
هوى قلبه بين قدميه متذكرا بړعب الاعتداء الحيواني عليه فور أن تصادم معه دون أن يجرؤ أحدهم على التدخل أو منعه من إيذائه انحبست أنفاسه في صدره وهو يسمعه يكمل أوامره
صړخ كلاهما يستغيثان
لا يا ريس شادوفة لالالالا...!
باستحياء واضح على تعبيراتها الخجلة اضطرت أن تجلس بجواره في المقعد الأمامي تاركة مسافة جيدة بينهما فبدت منكمشة عن كونها جالسة بأريحية نظر لها يامن باندهاش وابتسامة لطيفة تعلو شفتيه لم يسألها عما تفعل فسعادته غامرة لوجودها معه وإحساسه بأنها تملك مشاعرا تخصه قاوم رغبته في اجتذاب أطراف الحديث معها قدر المستطاع إلى أن اڼهارت مقاومته فسألها بتنهيدة أظهرت مدى اهتمامه بها
أجابته هالة برد تم برمجته مسبقا في عقلها
أيوه أنا كده مبسوطة
هز رأسه في عدم اقتناع وتطلع إلى الطريق أمامه قبل أن يدفعه شغفه للنظر إلى وجهها المشبع بحمرته الخجلة لم يلحظ نظراتها المتوترة التي كانت مثبتة على حركة السير انتابها هاجسا مرتاعا حينما انتبهت لاختلاف اتجاه الطريق المؤدي إلى منزلها هتفت بنزق
أجابها يامن بهدوء ومرفقه مبسوط على جانب نافذته
ما إحنا مش رايحين هناك.
سألته بنظرة هلع كانت بائنة عليها
أومال فين
فهم نظراتها فمازحها بابتسامة متسلية
إيه خاېفة لأكون خاطڤك
بلعت ريقها وردت بجمود محاولة إخفاء ارتباكها الملموس
لأ طبعا!
بدا غير مقتنع بإجابتها المقتضبة تقلصت أناملها وهي تضغط بقوة عليها لتضبط قلقها ثم بررت
أنا ماحبش أروح مكان مش عارفاه
ابتسم لها بعذوبة وهو يحاول طمأنتها بما لا يدع مجالا للشك في عقلها
أوس مكلفني نروح على دكتور التجميل
انزوى ما بين حاجبيها بقوة وهي تردد
دكتور تجميل!
تابع موضحا بجدية
أيوه عشان نكمل مراحل العلاج معاه وزي ما وعدتك كل حاجة هترجع زي الأول وأحسن.
صمت لتفكر بتعمق في كلماته الأخيرة وقد كانت حائرة إلى حد ما انخفضت نظراتها نحو تشوهاتها المخبأة خلف كم كنزتها رددت بتخوف لم تجاهد في إنكاره
بس أنا ...
رد مقاطعا بنفس صوته الجاد
ده مافيش اعتراض فيه ابن عمي قرر ومش هايقبل بالرفض.
هتفت محتجة وقد عبست ملامحها
المفروض ياخد رأيي الأول!
تمتم يامن مع نفسه بخفوت ساخرا من تسلط أوس عليه وشدته معه
كان عملي اعتبار!
لم تسمع هالة جيدا ما قاله فسألته
بتقول إيه
ابتسم لها قائلا بلطافة
متاخديش في بالك ممكن تفتحي التابلوه اللي قدامك
ظلت عابسة وهي تسأله مستفهمة
ليه
ألح عليها بابتسامته التي ازدادت عذوبة
افتحي بس بعد إذنك
نفخت مطولا قبل أن تستجيب له وتفتح التابلوه المواجه لها اعتلى تعبيراتها صدمة مدهوشة وقد رأت ما وضعه بداخله مدت يدها لتخرج لوحا كبيرا من الشيكولاته الفاخرة حملقت فيه لثوان بفاه مفتوح تدارك نفسها ورفعت اللوح أمام أنظاره تسأله
إيه ده
أجابها ببساطة ونظراته تشع إشراقا ودودا
البنات بيحبوا الحاجات دي.. صح ولا أنا غلطان
تجمدت الكلمات على طرف لسانها كانت أول هدية تتلقاها من شاب لا تذكر أنها حصلت على تذكار خاص بها منذ طفولتها كان اختياره موفقا وفاتحا للشهية ترددت في القبول به وقرأ هو أفكارها لذا فقال لها
ولو مش عايزاها خلاص براحتك بس دي حاجة بسيطة يا هالة.
لم تكن هديته بالشيء الخطېر فلو أتى أحدهم لزيارتها فلربما أهداها واحدا مثله كنوع من المجاملة كان من السخيف وغير اللبق أن ترفض هديته حسمت الصراع الدائر في عقلها بالموافقة. عضت هالة على شفتها السفلى قائلة باستسلام
شكرا
رد عليها بتنهيدة صغيرة
العفو.. ويا رب ذوقي يعجبك
لاحت ابتسامة صغيرة
متابعة القراءة