أوتار القلب أوس بقلم منال سالم
المحتويات
المحقق ببرود غير مكترث بحالته الانفعالية المتشنجة ثم أشار له بيده وهو يقول
من فضلك اقعد وخليني أكمل كلامي
صاح أوس متسائلا باستنكار
هو لسه في كلام هيتقال
أمسك الضابط بطرفي قلمه الحبري بيديه ليطالعه بنظرات جامدة تنحنح معقبا بروتينية
في شهود بيأكدوا اللي حصل ودوري هنا أحقق في البلاغ ويا ريت تهدى عشان أعرف أشوف شغلي
التخاريف دي تقولها لحد تاني إلا أوس الجندي
نظر له الضابط بامتعاض قبل أن يرد عليه بحدة قاصدا الإقلال من شأنه
محدش هنا فوق القانون حتى لو كان رئيس الجمهورية! أظنك فاهمني يا .. باشا
كان تلميحه واضحا دون الحاجة لتفسير ذلك لذا تمالك أوس أعصابه وتنفس بعمق ليسيطر على انفعالاته قبل أن تنفلت عاد ليجلس على المقعد ثم أردف قائلا
وضع أوس ساقه فوق الأخرى ونظر له بثبات رفع حاجبه للأعلى قليلا وهو يقول بهدوء الواثق من براءته وكأنه لم ينفعل مطلقا
المحامي بتاعي واقف برا خليه يطلع على البلاغ ويشوف في إيه
هز الضابط رأسه قائلا
حقك
ثم ضغط على الزر الجانبي المثبت على الجانب الأيمن لمكتبه الخشبي ليستدعي العسكري المسئول عن تلبية أوامره أدى الفرد الأمني التحية العسكرية فأمره الضابط
تمام يا باشا
............................................................
في أقل من نصف ساعة كان المركز الشرطي مكتظا بعشرات الصحفيين والمراسلين المهتمين بتتبع أخبار مشاهير المجتمع خاصة رجال الأعمال ويعد هو واحدا من أشهر رواد صناعة الصلب تفاجأ أوس فور انتهائه من الإدلاء بأقواله بالحشد المرابط بالخارج اندفع الفضوليون نحوه قاصدين محاصرته بالأسئلة والحصول على الأجوبة الوافية اقترب منه أحدهم متسائلا بوقاحة
تجاهل الرد عليه وأكمل سيره بخطاه الثابتة في الممر معتمدا على أفراد حراسته الخاصة في إبعاد المتطفلين والمزعجين عن طريقه حاول الصحفي استفزازه بعد أن عجز عن الحصول على مراده فسأله عن عمد
توقف أوس عن السير ليحدجه بنظرات قاټلة من عينيه الشرستين بدت تعبيرات وجهه عدائية ومنذرة بقسۏة مهلكة شعر الصحفي بالانتشاء لكونه قد حقق مطلبه واستطاع أن يثيره بأسلوبه الاستفزازي وظن أنه سيحصل منه على رد ما إن لم تكن ڤضيحة سيستغلها لصالحه أدرك أوس ما يسعى إليه وعلى قدر المستطاع أحكم ضبط ردود فعله التلقائية فليس من الحكمة التفوه بما يمكن أن يدين في مواقف حساسة كتلك خابت آمال الصحفي سريعا حينما تجاهله رجل المجتمع المهيب ليتابع سيره نحو سيارته المصطفة بالخارج وبالطبع حال أفراد الحراسة دون وصول أحدهم إليه مشكلين بأجسادهم مانعا قويا حتى ابتعد عن المكان ومع ذلك لم يوقف هذا المتلصصين وأصحاب الضمائر الفاسدة من استغلال أحداث الماضي في إحداث البلبلة وتشويه الحقائق وخصوصا ما نشر من قبل عن زوجته تقى لتحقيق متابعات وهمية ومبيعات خيالية على حساب الآخرين.
وريني هاتحلها إزاي بعد ما الكل عرف إنك ....
أيوه يا أكرم
صړخ بها زوجها غاضبا
إنتي إزاي كده في واحدة عاقلة تعمل الفضايح دي ممكن تفهميني عملتي ده ليه وعشان خاطر مين
نفخت بصوت مسموع لتشعره بعدم تقبلها لسيل الاټهامات التي يليقها على آذانها ثم عقبت ببرود
يووه يا أكرم مش كل شوية هتستجوبني أنا عارفة كويس أنا بأعمل إيه
صاح بها مهاجما إياها
إنتي مش هترتاحي إلا لما تقضي على نفسك
ردت عليه بنفاذ صبر
خلاص بقى
حذرها أكرم بلهجة قوية
اسمعيني يا رغد أنا لسه مخلصتش كلامي و..
قاطعته بنبرة جليدية غير مبالية
بأقولك إيه أنا مش فاضية دلوقتي ورايا حاجات كتير نتكلم بعدين باي
يا رغ...
أغلقت الخط دون سماع كلماته الأخيرة لتردد بتأفف مزعوج
أوف دايما بتفصلني كده
ألقت هاتفها بإهمال على طرف الفراش لتحدق بعدها في الفراغ بنظرات حادة تمتمت مع نفسها بحنق
نفسي أشوف وش البيئة اللي اتجوزتها عامل إيه دلوقتي لما تعرف بمغامراتك معايا
وضعت يدها على منتصف خصرها متابعة حديثها بغرور
تلاقيها on fire والعة وهيجرالها حاجة ماهو مش بالساهل لما واحدة تعرف إن جوزها عايش حياته زي ما كان مع واحدة تانية أحلى منها مليون مرة!
أقنعت نفسها بذلك اللهو الفارغ لتضحك بهيسترية بعدها وكأن ما يحدث مسليا لها.
...........................................................
ذرع أروقة المشفى جيئة وذهابا وهو يحاول البحث عمن يمكن أن يفيده فيما يخص وضعها الصحي فمنذ تلقيه لذلك الاتصال المشؤوم وكل شيء أظلم في عينيه عجز عدي عن التفكير بذهن صاف فلم يأت بباله مهاتفة أوس ليخبره بالحاډث
متابعة القراءة