رواية الشيطان شاهين الجزئين
المتشنج تدريجيا و قد عزم بداخله على إنهاء معاناتها و قول الحقيقة...اغمض عينيه بخزي لإحساسه بالجبن و الخۏف من مواجهة المجتمع و الناس ليقف متفرجا على زوجته خاصة في مجتمع لايرحم كمجتمعنا الشرقي. في مكتب شاهين..... تأففت كاميليا للمرة العاشرة منذ أن دخلت للمكتب.... تكاد ټنفجر من شدة الغيظ من كتلة الجليد الذي يجلس وراء مكتبه يدقق في الملفات المبعثرة أمامه و لا يعيرها اي إهتمام.... شاهين لو سمحت أنا بكلمك.... ليه مش بترد عليا. اجابها شاهين بنبرة متثاقلة دون أن يرفع عينيه من علي الأوراق عاوزة إيه يا حبيبتي معلش مكنتش مركز معاكي. نفخت وجنتيها بحنق الأرض بقدميها كما يفعل آسر ولدها عندما يغضب قائلة على فكرة دي ثالث مرة أسألك نفس السؤال و إنت مش منتبه...انا رايحة مكتبي كفاية ضيعت وقت على الفاضي هنا.... قلب شاهين عينيه نحوها قبل أن يدير رأسه بحركة بطيئة بعد أن إستوعب ماترمي إليه...راقبها و هي تسير نحو الباب رافعة رأسها بكبرياء ليخفي ضحكته متصنعا الجدية لينبس بلهجة آمرة كاميليا تعالي هنا..... تسمرت مكانها و هي تسمع صوته الجدي المرعب لتحاول تمالك نفسها و التظاهر بالقوة أمامه... إستدارت نحوه تخفي توترها لترتبك أكثر عندما رأته يشير لها باصبعه أن تتقدم نحوه... زفرت مدعية اللامبالاة لتسير باتجاهه قبل أن تقف بعيدا عنه بخطوتين... أشار لها مرة أخرى بأن تتقدم اكثر لكنها ظلت واقفة مكانها قائلة بصوت جاف عاوز إيه أنا ورايا شغل.... جاءها صوته الرجولي الخشن ليبعث داخلها قشعريرة سرت بكامل جسدها قربي..... كم تمقت هذه الكلمة التي تذكرها بأيام عڈابها معه.... نفت برأسها و هي مازالت تقف مكانها رافضة الحراك ليرمقها شاهين بنظرات مستمتعة قبل أن يهتف بصوت جدي طيب...إعملي حسابك بكرة حتقعدي مكان غادة السكرتيرة.... قفزت كاميليا مكانها ناظرة إليه بعدم تصديق لتهتف دون وعي مستحيل...معناها انا مش جاية الشركة بكرة انا اصلا بدور على حجة عشان ابطل شغل.... شاهين بعيون محذرة اوقفتها عن إكمال كلامها إتفضلي روحي لمكتبك دلوقتي . نظرت نحوه كمن تقول له هل أنت جاد قبل أن تتحدث بنبرة لينة محاولة كسب عطفه ماهو مينفعش أقعد مكانها انا مابفهمش حاجة في السكرتارية دي... و بعدين انا هنا مهندسة مش سكرتيرة يعني....أنا آخر مرة مسكت مكانها بهدلت الدنيا.... هز شاهين حاحبيه بتعجب من تحولها فهذه القصيرة ستصيبه يوما ما بالجنون من تقلبها و تصرفاتها الطفولية التي يعشقها ليقول مدعيا الحزم
مرة أخرى.... رفع عينيه نحوها ليجدها تتراجع إلى الخۏف مما زاد من غضبه و هو يهمس لها محاولا تهدئتها و إزاحة خۏفها الذي نجحت في تصنعه و تهدئة نفسه أيضا أنا آسف حقك عليا انا و الله كنت بهزر معاكي.... إللي إنت عاوزاه أنا حعمله المهم تسامحيني.... انا مش حبطل أطلب منك داه لغاية آخر يوم في عمري.... إبتسمت كامليا بمكر انثوي لايليق سوى بها مخفية فخرها بنفسها فهي إستطاعت بذلك إكتشاف نقطة ضعفه أخيرا و لن تتوانى أبدا في إستخدامها لصالحها في كل مرة حسب رغبتها رغم إحساسها البسيط بالذنب بسبب خداعها له.... متزعلش نفسك انا قلتلك قبل كده أنا مسامحاك انا مكنش قصدي اضايقك.... .مستعد ادفع عمري كله عشان اشيل الخۏف اللي زرعته بإيدي جواكي...داعب خصلات شعرها و هو يتفحص ملامحها بحنان مفرط قبل أن يكمل أنا حديكي أجازة يومين تعملي فيهم اللي إنت عاوزاه مع أولادك بس بعدها حترجعي عشان مش حقدر على بعدك طول اليوم و إنت عارفة داه. أدمعت عيناها من فرط تأثرها رغم أنها هي من تسببت في حزنه...لتومئ له هامسة بمزاح محاولة إخراجه من دوامة إحساسه بالذنب التي لازال يعيش فيها منذ