أصقلها الشيطان
المحتويات
واقف معاها وليه بتساعدها
زين حمدي وجهه بابتسامة حانية
لأني بقدرها وبحترمها
ثم فرك جبينه بتوتر
وكمان بحبها دا بعد أذن حضرتك طبعا
شردت نبيلة للحظة ثم سألته مرة أخرى وهى تدقق في تعابير وجهه
ويا ترى هتقدر تتقبلها بعد ما عرفت ماضيها مش هتخاف لتكرر معاك اللي عملته معايا مش هتعيرها بغلطها عند أول مشكلة تقابلكم ولو سامحتها وتقبلتها هتقدر تتقبل أن أمها مجرد ست بسيطة بتبيع شاي وقهوة وحاجة ساقعة على كورنيش البحر
من ناحية متقبلها فانا متقبلها من زمان ومش فارق معايا اللي حصل لها حقيقي وسبب مجيي معاها النهاردة هو أني أطلب إيدها منك ولو وافقتي كنت هسافر القاهر وأجيب ماما ونيجي نتقدم لحضرتك رسمي
هزت رأسها بحزن وأعادت سؤالها عليه
مكملتش جواب على باقي السؤال يا بيه
انا مش هقولك أن الحياة بنا هتبقى وردية أكيد هيكون فيها مشاكل بس مش هتوصل للمعايرة لأن انا أدرى واحد باللي مرت بيه وشافته سهيلة أحتاجت وقت كبير أتعالجت فيه عند دكتور نفسي عشان ترجع لطبيعتها من تاني انا عايشت دا كله معاها وشوفت أنهيارها نتيجة ندمها وكمان تجربة هارون مع سدرة أدتني درس أني محكمش على الكتاب من عنوانه سهيلة بنت رقيقة وطيبة وصغيرة وأنت كنت قافلة عليها بزيادة وشديدة معاها ودا اللي خلاها تدور على الحب والأهتمام عند أول حد قالها كلمة حلوة وحظها وقعها مع واحد معندوش ضمير يبقى ليه نشيلها الذنب كله ليه منديهاش فرصة تانية تثبت فيها لينا
موافقة انا موافقة يا أبني
أتسعت ابتسامة حمدي بسعادة ورفع وجهها ممتنا حامدا لربه لتوفيقه إياه في تليين قلبها وجعلها تسامح سهيلة فعلا نظر لها حمدي وأمسك بكفها يلثمها بحب
أمسكت نبيلة يده التي بها الهاتف ونظرت له تهز رأسها بنفي
لأ متتصلش بيها دلوقتي انا صحيح وافقت على جوازكم وسامحتها بس سبني أستعد نفسيا انا كمان عشان أقدر أكلمها ولما أشوفها أخدها في حضڼي وانا قلبي مش شايل منها خليها بكرة الصبح لأن هقضي الليلة في الصلاة والدعاء لربنا أنه يلين قلبي ويخليني أسامحها وأقدر أتقبلها من تاني
تمام يا طنط خدي وقتك ومنين ما تكوني مستعدة كلميني هجيب سهيلة وأجيلك انا هفضل في الفندق هنا كام يوم لغاية ما تستعدي براحتك
أبتمست نبيلة بعذوبة
انا مش هاخد الوقت دا كله أن شاء الله بكرة الصبح بالكتير هكون تمام وياريت متعرفهاش أني عرفت حاجة لغاية ما نتقابل تاني
زفرة حمدي بقوة وهز رأسه برفق
حاضر زي ما تحبي يا طنط
في طريق العودة إلى القاهرة جلست سدرة في المقعد الخلفي تبتعد كليا عن هارون صامتة تنظر للطريق من خلال زجاج الباب لم تعيره أهتماما وظلت واجمة تود لو هربت منه لكن فرق القوة الچثمانية بينهما حسمت الأمر لصالحه كان هارون يطالعها بنظرات خاطفة كل عدة دقائق فيجدها على وضعية واحدة لا تبدلها فقرر قطع الصمت التي فرضته على كليهما
مش هتحكي ليا أيه اللي حصل معاك من بعد ما أتخطفتي وأزاي قدرتي تهربي من زاهر
أجابته سدرة بحدة ودون أن تلتفت ناحيته
مش هحكي حاجة وأنت ملكش دعوة بيا ولا بأي حاجة تخصني
أغمض هارون عينيه محاولا السيطرة على غضبه
هتفضلي في عنادك ده لغاية أمتى
نظرت له سدرة وقالت بنفاذ صبر
لغاية ما تبعد عني وتسبني
في حالي
تعمقت عيني هارون في بندقيتيها وأرسلت نظرات غاوية تنشر الفوضى في داخلها
مش هينفع لأن حالك هو حالي يا زوجتي العزيزة
كادت سدرة أن تسلم لتلك النظرات الحانية لكنها أحكمت الوثاق حول قلبها الأرعن الذي مازال ينبض لأجله ولم تجب عليه وأرجعت رأسها تنظر للطريق مرة أخرى فأمسك هارون كفها الموضوع في حجرها فأرتعشت فور لمسته لها وحاولت نزعها منه لكنه لم يتركها وتخللت أصابعه بين أصابعها ټحتضنها وتضمها بأشتياق عام بأكمله وكم ود لو تلاحما جسديهما يرويان ظمأ الأيام والشهور ويعودان حبيبان إلى ما قبل الثلاثة أعوام الماضية عند أول يوم رأها فيه وخطفت لبه وجعلت قلبه يخفق بحبها ويتخلى عن دور الراهب الذي تلحفه لأعوام مديدة نظرت له سدرة وعيناها تلمع بعبرات متحجرة تأبى تحريرها حتى لا تظهر ضعفها أمامه فهى تبدلت ولم يعد يعنيها رضائه أو رضا غيره كل ما يشغل بالها هو رضا ربها عنها أولا وأخيرا فما علمته إياها أيام العام المنصرم أصقلها لطريق الهداية أكثر وأرشد تفكيرها وأنضجها كعجوز عمرها مائة عام أحس هارون
بالحړب المشټعلة بداخلها والتي أهلت بوادرها في نظراتها الحانقة فأسرع يطفئ فتيلها ويخمد نيرانها قبل أن ټنفجر وټنهار مقاومتها رفع يدها إلى فمه يلثم ظهرها بتأني أخلف من ورائه أنين خاڤت فقد اشعل بلمساته الڼار في أحاسيسها ورققت قلبها عليه ونسى غضبه منه كما أخمدت ثورة عقلها وبدأت في نشر الخدر في كامل جسدها وكادت تستسلم له حين همس بجانب أذنها برقة
وحشتيني لدرجة أن انا عايز أخدك ونروح لمكان بعيد محدش يعرفنا فيه ونعيش لوحدنا هناك نعوض فيه اللي راح مننا
لم يخضع عقلها كثيرا لتأثيره واستيقظ من ثباته المؤقت حين تذكر يوم طرده لها وأتهامها بالخېانة ويوم أختطافها ومكالمته مع زاهر حين أبلغه أن ېقتلها أذا أراد ذلك فهى لا تعني له شيئا فنفرت عروقها الغاضبة بعدما تدفقت تلك الذكريات في دمائها وجعلتها تغلي فنزعت يدها بقوة تعجب لها هارون وأشارت له محذرة
لو فكرت تلمسني تاني من غير رضايا صدقني المرة دي رد فعلي مش هيعجك فالأحسن تخليك بعيد عني
زفر هارون بضيق وكظم غضبه عنها فهو يلتمس لها العذر فمازال يجهل ما حدث لها وما عانته أثناء أختطافها وهروبها ويعلم أنها ستحتاج لمعالجة نفسية حتى تتخطى ما مرت به وأثر على نفسيتها أن لم يكن دمرها ودمر ثقتها فيه أيضا لذا تركها ولم يحاول الأقتراب منها مجددا طوال طريق عودتهما وحين أتخذت السيارة الطريق لقصره صاحت سدرة معترضة تأمر السائق بأتخاذ طريق منزل خالتها أو أنزالها وهى ستكمل وحدها لهناك رضخ هارون لقرارها وأومئ لسائقه بتلبية رغبتها وحين أستقرت بهم السيارة تحت بناية خالتها أمسكت ذراع القفل تسحبها فوجدتها عالقة فنظرت لهارون
أفتح قفل الباب يا هارون بيه خليني أنزل
زفر هارون بنفاذ صبر لوضعها الحدود والمسافات بينهما لكنه لم يبدي ما تعتمل به نفسه وأمر سائقة
أفتح الباب يا عم فايز
نزلت سدرة مسرعة فور أنسياب قفل الباب وركضت مسرعة لداخل البناية وصعدت درجه حتى وصلت أمام الباب ووقفت تدقه بقوة وهى تلتقط أنفاسها فتحت ميسرة الباب وتلقتها بين ذراعيها بفرحة أم وجدت وليدها بعد أن فقد منها وأجهشت في البكاء وعوانتها سدرة في أهدار المزيد من العبرات ثم جاء حسان يقف أمام بكائهما متحيرا أيهدئهما أم يشاركهما دموع الفرحة هو الأخر فأقترب يزيح ميسرة بمزاح
أبعدي شوية يا ست ميسرة عايز أخد البت في حضڼي أيه مفكراها بنتك لوحدك وبعدين أنت زعلانة ټعيطي فرحانة ټعيطي أمال هتضحكي وتتبسطي أمتى!!
أبتعدت ميسرة قليلا تعطيه المجال ليضم سدرةهو الآخر
دي دموع الفرح يا حسان
وأكملت وهى تقترب من هارون تضمه بحب وعبراتها تزداد أنهمارا
ومش أي فرح دي بنتي ونور عنيا رجعت لحضني من تاني بعد ما كنت بعد الشړ عليها فاقدة الأمل فى رجوعها تاني
ثم أبتعدت عن هارون تربت على صدره برفق
والبركة في أبني الكبير وحبيبي ربنا يبارك ليا فيه
أبتسم لها هارون بحب وأقترب يقبل جبينها
ربنا يبارك ليا فيك يا ست الكل
نظرت سدرة بضيق له ولخالتها ثم تركتهم ودخلت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة أرتسم الحزن على ملامح هارون فأقترب منه حسان يطمئنه
معلش يا هارون أنت عارف اللي حصل ليها مش شوية ولازم كلنا نستحمل لغاية ما تقدر تنسى وتتخطى اللي مرت بيه
أومئ هارون له متفهما
عارف يا عم حسان عشان كدا مرضتش أضغط عليها ووافقت على رغبتها وجبتها لهنا زي ما هى عايزة وأن شاء الله بكرة هدور على دكتور نفسي يكون ثقة وهخليها تتابع معاه لغاية ما تتخطى أزمتها وحالتها تتحسن
أبتسمت ميسرة له وربت على ذراعه
ربنا يبارك فيك يا أبني لتفهمك وصبرك
أومئ لها هارون بأبتسامة
سدرة مراتي ودا فرض عليا أعمل لها كدا وأكتر كمان
ثم أكمل وهو يزفر بقوة
انا ليا رجاء خاص ياريت تاخدوا بالكم منها لأن انا خاېف
لفكرة الهروب تكون لسه مسيطرة عليها وتحاول تهرب تاني أنتم متعرفوش انا ضغطت عليها أزاي عشان أعرف أجبها من أسكندرية لهنا
أشارت له ميسرة بيدها مؤكدة له
لأ من الناحية دي متخافش انا مش ممكن عيني هتغفل عنها ولو وصل بينا الأمر هنعمل انا وحسان نبطشيات
عليها واحد ينام وواحد يفضل صاحي
أومئ هارون لهما متفهما مقدار أهتمامهما
تمام وانا هرجع دلوقتي عشان أطمن خالتي على سدرة وكمان على وضع حمدي وسهيلة
ثم تركهما ونزل يهاتف رئيس الحرس لديه يطالبه بجلب طاقم حراسة كامل ووضعه أسفل منزل خالة سدرة وشدد على ضرورة عدم السماح لسدرة بالذهاب وحدها لأي مكان دون مرافقتهم لها وحراستها جيدا من أي خطړ يداهمها ثم ذهب لقصره وقص لخالته ما حدث معه خلال الساعات المنصرمة كما قصت عليه زهرة ما حدث مع أبنها بعد أن هاتفها حمدي وأخبرها بما حدث بينه وبين والدة سهيلة وطلبه منها السفر له حتى تطلب يدها من والدتها كي تنتهي تلك الأزمة على خير
متابعة القراءة