الثلاثة يحبونها بقلم شاهندة

موقع أيام نيوز

 


ما يخفونه عنها..نعم ستصل بكل تأكيد....إلى الحقيقة.
إنتبه يحيي على صوت إضطراب تلك الأجهزة المتصلة بأخيه ..لينظر من خلال النافذة الزجاجية بسرعة ..ليلاحظ تحرك يد أخيه ويسرع بالدلوف للداخل تتبعه رحمة..سرير مراد يلاحظ سكون أخيه مجددا وعودة الأجهزة لمسارها الطبيعي..ليغمض عينيه بخيبة أمل فقد ظن أن أخاه قد أفاق من غيبوبته..ليفتحهما على صوت شروق التى قالت 

حصل حاجة يايحيي..مراد فاق
لاحظت رحمة تجاهلها الدائم لها لتتجاهلها بدورها بينما قال يحيي 
للحظة حسيت إنه فاق ..بس الظاهر إنى كنت غلطان.
أومأت بشرى برأسها..ثم قالت 
طيب.. أنا هروح البيت آخد شاور وأغير هدومي..وأرتاح شوية..
لتنظر إلى رحمة وهي تستطرد قائلة 
المكان هنا بقى خنيق أوى..ومحتاجة بريك..مش هتأخر يايحيي.
كادت رحمة أن ټموت غيظا من تلك التى تسمى بشرى..والتى تترك زوجها فى غيبوبة وتعود للمنزل فقط كي تأخذ حماما وتبدل ملابسها ثم ترتاح قليلا..بينما هناك محلا للملابس أمام المستشفى قد تستطيع شراء شئ مناسب لها
منه وهناك حجرة محجوزة لها بالمستشفى أيضا يمكنها أن تاخذ به حماما ..ثم كيف تستطيع أن تنام وترتاح بينما زوجها يرقد على الفراش أسير غيبوبة لا تعرف هل سيفيق منها أم لا..لتهز رأسها بعدم رضا بينما قال لها يحيي ببرود 
ماشى يابشرى ..السواق تحت هيوديكى ويبقى يجيبك تانى.
أومأت برأسها بهدوء ثم وسط دهشة رحمة قائلة 
مش عايز حاجة أجيبهالك وأنا جاية يايحيي
شعرت رحمة بالحنق من تلك المأفونة والتى بدأت رحمة تدرك نواياها الخبيثة..وما يضمره قلبها لزوجها..لتقول رحمة بغيظ 
لأ ياحبيبتى متشكرين..جوزى لو عايز حاجة هيطلبها منى أنا وهجيبهاله أنا..هاتى إنتى لجوزك وإنتى جاية هدوم ..ومتتأخريش..لإنه أكيد هيحب مراته تكون جنبه لما بإذن الله يفوق.
كاد يحيي أن يبتسم وهو يدرك غيرة زوجته الرائعة عليه ووقوفها تدافع عن حقها به بضراوة..ليكتم إبتسامته ولكنه شعر بداخله بالسعادة المطلقة وبعشقه الذى يشمل ذرات كيانه لتلك الجميلة زوجته..بينما نظرت بشرى إليها يأكلها الغيظ من تلميحاتها الغير مباشرة ولكنها مقصودة و بشدة..ليحمر وجهها ڠضبا..وكادت أن تتفوه بكلمات حانقة ولكنها كتمتها بدورها فى اللحظة الأخيرة وهي ترسم إبتسامة باردة على وجهها قائلة 
إن شاء الله ياحبيبتى ..
لتنظر إليها من رأسها لأخمص قدمها قائلة بشفقة مزيفة 
طيب أجيبلك فستان معايا يارحمة..إنتى مغيرتيش من إنبارح ..وبصراحة المنظر مش تمام ويأثر اكيد على سمعة عيلة الشناوي.
ليتدخل يحيي بالكلام قائلا بهدوء ولكن بنبرة خرجت تحذيرية وشديدة الصرامة 
مراتى مبيهماش المظاهر..والكلام الفارغ ده يابشرى ..
لينظر إلى عيون رحمة قائلا بحنان 
مراتى بتشرفنى أيا كان مظهرها..مظهرها اللى أنا شايفه دلوقتى كامل ومش محتاج أي حاجة..
رفعت رحمة حاجبيها تأثرا وقد غشيت عيونها الدموع ..تشعر بقلبها يغرق فى عشقه..فماذا هناك أكثر من الڠرق فى العشقهي حقا لا تدرى.
بدورها..تتابعهما بشرى بقلب يشتعل حقدا..تشعر أنها تكاد ان ټموت قهرا الآن..ليلتفت يحيي إلى بشرى قائلا 
لكن طبعا لو حبت هبعت أجيبلها بدل الفستان عشرة بس معتقدش إن وضع أخويا دلوقتى يخلينا نفكر فى حاجات تافهة زي دى.
إلى هنا ويكفيها ما لاقته من كلمات يحيي التى تحمل لها تقريعا غير مباشرا وتجريحا مقصودا..لتقول بملامح عجزت عن إخفاء الحقد بهم 
آااه..طيب..أنا ماشية..سلام.
لتبتعد بشرى بخطوات سريعة غاضبة ..وتقول رحمة بدهشة 
هو فيه كدة..بشرى دى إيه ..ياساتر..مراد مستحملها إزاي بس
قال يحيي بهدوء 
دى الحاجة الوحيدة اللى شفعتله عندى جوازه من شروق..بشرى بجد متتطاقش..وشروق مختلفة عنها خالص.
قالت رحمة 
مفيش أصلا وجه مقارنة بينهم..دى حاجة ودى حاجة تانية خالص..أنا عن نفسى حبيت شروق وحسيتها بجد بتحب مراد..بس اللى مش قادرة أفهمه..ليه مخبى جوازه منها
نظر إليها بنظرة ذات مغزى لتفهم نظرته وهي تومئ برأسها قائلة فى تقرير 
بشرى أكيد ...صح
كاد أن يوافق على كلماتها حين إنتفض على صوت مراد وهو يقول بضعف 
يحيي.
إلتفت كل من يحيي ورحمة إلى مراد ليميل يحيي على مراد الذى كان مغلق العيون قائلا 
مراد..إنت فقت بجد وبتكلمنىولا أنا بتخيل
فتح مراد عيونه بوهن ونظر إليهم وهو يبتلع ريقه بضعف قائلا 
شروق يا يحيي..شروق كانت هنا..صح
أغشيت عيون رحمة بالدموع ويحيي يقول بسعادة 
حمد الله ع السلامة ياحبيبى..حمد الله ع السلامة يامراد.
إبتلع مراد ريقه قائلا 
الله يسلمك..
ليصمت لثانية ثم إستطرد قائلا 
شروق يايحيي..شروق كانت هنا ..أنا متأكدصح
إبتسم يحيي قائلا 
ايوة يامراد ..شروق كانت هنا..
زفر مراد بإرتياح قائلا 
كنت عارف..قلبى حس بيها..سمعت كلامها..كانت حزينة ..
إبتلع ريقه ثم إستطرد قائلا بضعف 
فضلت تنادى علية
 

 

تم نسخ الرابط